9 علامات تدل على نقص الحديد في الجسم

لماذا تحتاج إلى التعرف على أهم 9 علامات تدل على نقص الحديد في الجسم؟

لأن الحديد هو المعدن الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بسائل الحياة: الدم. وعندما نتحدث عن الدم فالأمر يحتاج إلى توضيح كل ما يتعلق بالأمراض المرتبطة به. ويأتي الحديد على رأس العناصر التي يحتاجها الجسم للوقاية من باقة معتبرة من الأمراض التي تنتمي إلى قائمة أمراض الدم التي هي فرع أساسي من فروع الطب.

لنتحدث إذًا عن الحديد وأمراض الدم المرتبطة به وأهم 9 علامات تدل على نقص الحديد في الجسم. ولكن أولاً...

 

ما هو الحديد وما هي أهميته للجسم؟

يأتي الحديد على رأس العناصر الكيميائية الأكثر وفرة على سطح الأرض. إذ أن التركيبة الجيولوجية لكوكب الأرض نفسها يمثل الحديد فيها 32.1% من إجمالي جميع المعادن. رمزه الكيميائي هو Fe وعدده الذري هو 26 ويعتبر من أهم الفلزات على سطح الأرض على الإطلاق. هذا من الناحية الكيميائية والجيولوجية.

 

أما من الناحية الحيوية فالحديد يدخل في تركيب البروتين الرئيسي في الدم، وهو الهيموجلوبين. ودور الهيموجلوبين هو نقل الأكسجين إلى أنسجة الجسم. وعند حدوث نقص الأكسجين في خلايا وأنسجة الجسم، تحدث مجموعة من الأعراض الجسدية المؤثرة سلبًا على الصحة العامة للجسم، وربما أبرزها تعرض الجسم لما يُعرف طبيًا بفقر الدم أو الأنيميا Anemia.

 

يحتوي جسم الإنسان على 0.005% من وزنه حديد (ما يمثل 4 جرام في المتوسط من وزن الجسم تقريبًا). 75% من هذه الكمية عبارة عن هيموجلوبين. يعمل الهيموجلوبين على نقل الأكسجين من الرئتين إلى الأنسجة والعضلات لمساعدة الجسم على القيام بالأنشطة الضرورية. لذلك تظهر أعراض نقص الحديد فورًا على الإنسان بمجرد حدوثها.

 

أهم 9 علامات تدل على نقص الحديد في الجسم

أحيانًا من شدة هذه الأعراض، تُعرف بالملاحظة المباشرة، وببعض الأسئلة المعينة من الطبيب المختص. ولكن يمكن للإنسان ملاحظتها على نفسه أو أطفاله إذا كانت إحدى هذه الأعراض:

 

1. الشعور الدائم بالتعب والإرهاق

تعمل آلية الجسم بانتظام شديد. الحديد مهم لصناعة الهيموجلوبين. الهيموجلوبين ينقل الأكسجين للأنسجة والعضلات حتى يتمكن الإنسان من القيام بمجهوده العادي. فإذا حدث نقص في الحديد، لا يصل – بالتبعية – كمية كافية من الأكسجين للدم لتساعد الإنسان على القيام بالمجهود المطلوب منه. هذا يؤدي إلى الشعور الدائم بالإجهاد، عند القيام بأي مجهود.

هذا بالإضافة إلى ارتفاع عدد نبضات القلب، حتى يمكنه استخلاص ما يستطيع من الأكسجين ليساعده على القيام بالمجهود العادي. ترجمة هذه الحالة هي ما نسميه الشعور الدائم بالتعب والإرهاق.

 

2. الشعور بضيق التنفس

وهي نتيجة طبيعية لنقص الهيموجلوبين الذي يحمل الأكسجين إلى جميع أجزاء الجسم. هذا يضع ضغطًا على الجهاز التنفسي بزيادة معدلات التنفس لدفع الجسم الحصول على المزيد من الأكسجين. لذلك من العادي أن نجد الإنسان الذي يعاني من نقص الحديد، بأنه يلهث (ينهج) باستمرار، ويشعر دائمًا بضيق في التنفس.

 

3. الشحوب

يميز الهيموجلوبين لونه الأحمر الذي يعطي البشرة توردها بالاحمرار. يؤدي نقصه عن المعدل الطبيعي إلى شحوب الجلد بشكل عام، وظهور الهالات السوداء أسفل العين والشفاه والجلد أسفل الأظافر بشكل خاص.

 

4. ارتفاع نبضات القلب

وهو ما تم توضيحه بسبب نقص الأكسجين واحتياج القلب إلى ضخ المزيد من الدماء التي تحمل كمية قليلة من الأكسجين، حتى يحصل على كفايته منه. فيبذل القلب جهدًا أعلى في الخفقان حتى يحصل على المزيد من الدماء المحملة بالأكسجين.

من المعروف أن القلب ينبض بشكل سريع عندما يتعرض الجسم لجهد بدني مرتفع. ولكن في حالتنا هذه، ينبض القلب بشكل فوق الطبيعي بدون جهد مبذول للحصول فقط على احتياجه الكمي من الأكسجين.

 

5. هشاشة الشعر والأظافر

يؤدي افتقار الخلايا إلى الأكسجين إلى ضعفها. ولرقة خلايا الجلد والشعر تكون أكثر الأجزاء وضوحًا بالتأثر بعملية نقص الحديد في الجسم. فيحدث للشعر أن يضعف ويهيش ويتساقط بسبب نقص الهيموجلوبين.

يحدث نفس الأمر للأظافر. فتقل صلابتها، وتصبح هشة وقابلة للتشقق بسهولة شديدة، مما يؤدي إلى تلفها وسهولة تكسرها، وما يصاحبه من أعراض مؤلمة لحساسية الأظافر.

 

6. قرح وانتفاخ في الفم واللسان وصعوبة في البلع

من الأعراض العجيبة لنقص الحديد في الجسم، أن يملس اللسان. أي أن يصبح سطحه أملسًا وليس خشنًا كما هو الطبيعي. يصاحب ذلك تورمًا فيه يختلف من شخص لآخر. كذلك يصيب الجفاف فم الشخص الذي يعاني من نقص الحديد. ويؤدي الجفاف بالطبع إلى حدوث تشققات وتقرحات سواء على جوانب الشفاه خارج الفم، أو في الأجزاء الداخلية من الفم.

جميع الأعراض السابقة تؤثر على عملية تناول الطعام، فيشعر المصاب بعدم الرغبة في تناول الطعام، وتؤدي الأعراض السابقة إلى حدوث صعوبة في البلع. وهذا بالتبعية يؤثر على وزن الشخص الذي يعاني من نقص الحديد بالسلب.

 

7. الصداع وبالأخص عند النساء

لا يوجد أي ارتباط منطقي بين الصداع ونقص الحديد. ولم تكتشف الأبحاث لماذا يحدث هذا الأمر. ولم تكتشف كذلك أسباب حدوثه للنساء تحديدًا أكثر من الرجال. يرجح البعض ارتباط الصداع بنقص إفراز هرمون الدوبامين، وتأثير ذلك على الحالة المزاجية العامة. ولكن لوحظ أكثر من مرة ومع أكثر من حالة حدوث الصداع الدائم بالتزامن مع نقص الحديد في الجسم، وبالأخص لدى النساء.

 

8. اضطرابات عجيبة في الشهية

ليس فقط ضعف الشهية وعدم الرغبة في تناول الطعام – سواء بسبب مشاكل الفم واللسان أو الحالة النفسية – ولكن كذلك ميل عجيب لاشتهاء الأشياء غير الغذائية. فتحدث في بعض الحالات اشتهاء للثلج، أو النشا، أو الطين. تعتبر حالات تطرف الشهية الخاصة بنقص الحديد، واحدة من أشهر اضطرابات الشهية تطرفًا.

 

9. ضعف المناعة

يؤدي نقص الحديد إلى سهولة الإصابة بالأمراض المعدية. فالحديد في ذاته من العناصر المهمة لتقوية المناعة، ويؤدي نقصه في الجسم إلى سهولة إصابته بالأمراض، وهو ما يضيف على أعراض نقص الحديد السابقة عرضًا جديدًا مرتبطًا بالمرض الذي يحدث بسبب العدوى وضعف المناعة.

 

بعد معرفة أهم 9 علامات تدل على نقص الحديد في الجسم: الوقاية والعلاج

نبحث عادة على الطرق الطبيعية في العلاج قبل اللجوء إلى المكملات الغذائية. وفي جميع الأحوال، يؤدي تحسين النظام الغذائي إلى تحسين الحالة الصحية العامة، والوقاية من النقص الحاد في أحد العناصر المهمة للجسم، مثل الحديد. أي أن العلاج يبدأ – كالعادة – من خطوة الوقاية. الوقاية دائمًا خيرٌ من العلاج. والوقاية من نقص الحديد تبدأ في ضبط النظام الغذائي ليكون صحيًا قدر المستطاع.

 

توفر لنا الطبيعية عشرات الأغذية المحتوية على نسب مرتفعة من الحديد. من المفضل إدخالها أو إدخال بعضها في النظام الغذائي بشكل منتظم، وبشكل مكثف في حالة الإصابة بنقص الحديد، حتى تتحسن الحالة الصحية:

-        العسل الأسود (دبس السكر)

-        الخضروات الورقية الداكنة (مثل السبانخ)

-        اللحوم الحمراء

-        المأكولات البحرية بجميع أنواعها وبالذات المحار والسلمون

-        الفواكه المجففة مثل الزبيب، المشمش، الخوخ، والتين

-   بعض البقوليات مثل البازلاء، العدس، فول الصويا، الفاصوليا، والفول

-        الكبدة

-        صفار البيض

-        البروكلي

-         البذور بجميع أنواعها (مثل بذور اليقطين على سبيل المثال)

 

الالتزام بإجراءات الوقاية السابقة – سواء بالنظام الصحي المتوازن أو الإكثار من تناول الأغذية السابقة – سيعوض الجسم كثيرًا عن حاجته من الحديد. فجميع الأغذية السابقة تحتوي على كميات جيدة من الحديد، ستكون كافية إذا تم إدخالها في النظام الغذائي.

أما إذا استمر ظهور أعراض نقص الحديد، ففي هذه الحالة ربما يُفضل الاستعانة بمكمل غذائي يحتوي على نسبة معتبرة من الحديد، يعوض الجسم عن احتياجه.

 

الخلاصة:

يحدث نقص لعنصر الحديد في الجسم. وعنصر الحديد مسئول عن تكوين أهم بروتين في الدم: الهيموجلوبين. فإذا حدث نقص في الحديد يصعب على الهيموجلوبين نقل الأكسجين إلى أنسجة وعضلات الجسم المختلفة، وهذا يؤدي إلى حدوث أهم 9 علامات تدل على نقص الحديد في الجسم والتي ينبغي على الإنسان أن يعوض هذا النقص من خلال ضبط نظامه الغذائي العام أولاً، ثم إدخال الأغذية الغنية بالحديد في نظامه الغذائي ثانيًا. فإذا كانت الحالة حادة يُفضل أن يتم تناول أحد المكملات الغذائية الغنية بالحديد مع تعديل النظام الغذائي.