نقص الحديد للحامل في الشهور الأولى

يحدث عادة نقص الحديد للحامل في الشهور الأولى مسببًا لها أعراض فقر الدم، ومعرضًا إياها للضعف الذي يحدث عادة نتيجة نقص الهيموجلوبين في الدم، والذي يؤدي بدوره إلى عدم تغذية الأنسجة والعضلات بقدر كافي من الأكسجين.

لماذا يحدث نقص الحديد للحامل في الشهور الأولى؟ ما هي أسبابه؟ ما هو أثره وما هي أعراضه؟ كيف يكون العلاج؟ هذا هو ما سنناقشه بالتفصيل المناسب في هذا المقال.

 أسباب نقص الحديد للحامل في الشهور الأولى

ليس بالضرورة أن تُصاب المرأة الحامل بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد. فقد تكون حالتها الصحية على ما يرام ولا تحتاج لتناول مكملات الحديد أثناء الحمل. ولكن تبدأ أسباب نقص الحديد عادة قبل بدء الحمل في الأساس.

فقد يكون منها:

-         تعرض الأم للنزيف الشديد في حمل سابق للحمل الحالي أدى إلى حدوث فقر الدم في هذا الحمل

-         أن تكون المسافة الفاصلة بين الحمل السابق والحمل الحالي قصيرة لم تسمح بتعويض جسد الأم من الناحية الغذائية

-         كثرة حالات القيء بسبب الغثيان الصباحي مما يعطل عملية امتصاص الحديد الطبيعية في الغذاء

-         إذا كانت الأم حامل في أكثر من طفل فقد يحدث لديها نقص في الحديد في جسمها

-         كذلك قد تكون الأم تعاني من غزارة في دم الحيض قبل الحمل، فهذا أيضًا يكون سببًا لفقد الكثير من مخزون الحديد في الجسم

-         إذا كانت الأم تعاني من سوء التغذية قبل حدوث الحمل ففي الغالب قد تتعرض لنقص الحديد في الدم

-         إذا كانت الأم قد أصيبت بفقر الدم قبل حدوث الحمل فهذا أدعى لأن ترتفع احتمالات إصابتها بفقر الدم كذلك أثناء الحمل

مرة أخرى، قد يكون الحمل يسير على ما يرام ولا تحتاج الأم إلى مكملات الحديد. ولكن في حالة ظهور أعراض نقص الحديد، يُفضل أن تحسن نظامها الغذائي، أو تبدأ في تناول أحد مكملات الحديد بإشراف الطبيب المتابع لحالة حملها.

ولكن.. ما هي أعراض نقص الحديد على الحامل وأثره عليها؟

أعراض نقص الحديد على الحامل وأثره الطبي عليها

في العادة يحدث خلط بين إرهاق الحمل العادي، وبين أعراض نقص الحديد لدى الحامل. ولكن، ما هي أهمية الحديد للجسم؟ وما الذي يحدث عندما تفقد الأم الحامل احتياجها من الحديد؟ لنعرف أثر نقص الحديد على جسم الأم الحامل، نحن بحاجة للتعرف على وظيفة الحديد أولاً.

يعمل الحديد على تخليق الهيموجلوبين (البروتين الرئيسي في الدم والذي يعطيه لونه الأحمر) وزيادة عدد كريات الدم الحمراء. ووظيفة الهيموجلوبين الرئيسية هي نقل الأكسجين لجميع أنسجة وعضلات الجسم حتى يستطيع الجسم القيام بالأنشطة الحيوية والاعتيادية التي يقوم بها كل يوم.

هذا يعطينا فرصة عن الأعراض التي من الممكن أن تحدث إذا حدث نقص للحديد في الجسم. فنقص الحديد يعني بالتبعية نقص الأكسجين في أجزاء الجسم المختلفة (ولعل من عانى من نقص الأكسجين أثناء الإصابة بداء كورونا يعلم آثار نقص الأكسجين على الجسم). لذلك فجميع الأعراض الناتجة عن نقص الأكسجين في الجسم، ستكون هي أعراض نقص الحديد.

أعراض نقص الحديد على الحامل

يمكن تمييز أعراض نقص الحديد عن أعراض الحمل العادية، عندما تجتمع هذه الأعراض معًا لدى الأم الحامل:

-         الضعف الشديد والإعياء: وعدم القدرة على بذل أي مجهود بدني. الضعف هنا غير مرتبط ببذل مجهود نتج عنه الضعف والتعب، وإنما هو إعياء بذاته.

-         خفقان القلب: عندما يقل الأكسجين في الخلايا، يبذل القلب جهدًا إضافيًا لسريان المزيد من الدماء في الأوعية الدموية لتغذيتها بالأكسجين، لتعويض نقص الأكسجين. تؤدي هذه الآلية الدفاعية إلى زيادة نبضات القلب (أو ما يعرف بخفقان القلب) بدون سبب واضح يستدعي ذلك، وبدون بذل أي مجهود.

-         شحوب الجلد: وظهور الهالات السوداء أسفل العينين. يحدث شحوب الجلد نتيجة لنقص مادة الهيموجلوبين المسئولة عن إعطاء الدم لونه الأحمر. يؤدي نقص هذه المادة إلى ظهور الشحوب جليًا على الجلد وأسفل العينين.

-         برودة الأطراف: تصيب البرودة اليدين والقدمين نتيجة عدم حصولها على كفايتها من الدماء المحملة بالأكسجين.

-         الشعور بالدوار: تشعر الأم الحامل بالدوار بدون أي سبب واضح للدوار. فتفقد اتزان جسدها عندما تتحرك أو تقوم بأي نشاط بدني بسيط.

-         آلام في الصدر وضيق في التنفس: بسبب الجهد الذي تبذله الرئة للحصول على المزيد من الأكسجين لتعويض الجسد عن النقص الحاد في الأكسجين الحادث بسبب نقص الحديد.

-         صعوبة التركيز: يتغذى العقل على الأكسجين، ويؤدي نقصه إلى بذل المزيد من الجهد الذهني للقيام بالمهام الذهنية على الوجه الأكمل، واتخاذ القرارات المناسبة حسب الموقف.

-         وَحَم الغرائب: أي تميل الأم الحامل إلى اشتهاء أشياء غريبة، مثل مضغ الثلج أو تشمم الغبار.

لا يقتصر أثر نقص الحديد على الأم خلال فترة الحمل فقط، وإنما يمتد لما بعد الحمل، ويمتد أيضًا للجنين. فنقص الحديد يؤدي إلى بطء نمو الجنين في رحمها، وهذا يؤدي إلى ولادة جنين منخفض الوزن. هذا بخلاف احتمالات الإجهاض التي ترتفع عن المعدلات العادية في حالة نقص الحديد.

قد يحدث خلط لدى الأم ما بين أعراض الحمل العادية، وأعراض نقص الحديد في الدم. لن يتم الكشف عن هذا الأمر بشكل قاطع إلا بعد عمل التحاليل والفحوصات اللازمة للكشف عن نسب الحديد في الجسم، وكذا نسبة الأكسجين في الدم.

علاج نقص الحديد للحامل في الشهور الأولى

تحتاج الأم الحامل إلى 27 ميللجرام من الحديد يوميًا. جدير بالذكر أن الحديد هو أكثر المعادن المتواجدة في جسم الإنسان. إذ يحتوي الجسم على ما مقداره 4 جرام حديد من إجمالي وزن الجسم العام. وهي نسبة كبيرة مقارنة بغيرها من المعادن الهامة في الجسم.

يمكن الحصول على هذه النسبة – 27 ميللجرام – من الأغذية الغنية بالحديد، مثل:

-         اللحوم الحمراء

-         كبدة العجل

-         الدواجن

-         الأسماك

-         البيض

-         البقوليات الجافة

-         الخضروات الورقية

-         الفاكهة

هذا بجانب تناول فيتامين ج Vitamin C الذي يساعد على امتصاص الحديد في الجسم.

فإذا استمرت الأعراض، فربما يُفضل اللجوء إلى أحد المكملات الغذائية الغنية بالحديد التي تقدم للجسم احتياجه اليومي من الحديد، في فترة الحمل، حتى يمكن للأم الاستمرار بدون الشعور بالأعراض السابقة.

الخلاصة:

يعتبر نقص الحديد للحامل في الشهور الأولى من الأعراض التي غالبًا ما تحدث للأم عندما تكون هناك سابقة للإصابة بفقر الدم قبل الحمل، أو كنتيجة لكثافة الطمث قبل الحمل، أو في حالة الحمل بأكثر من طفل. تحتاج الأم في المتوسط إلى نحو 27 ميللجرام من الحديد يوميًا حتى يمكننا تجنب الإصابة بفقر الدم. يتوافر الحديد في العديد من الأغذية المتنوعة مثل اللحوم، الأسماك، الدواجن، البيض، البقوليات، الخضروات الورقية، والفاكهة. وفي حالة عدم قدرة الأم الحامل الحصول على قدر كافي من الحديد من الأغذية، ربما يُفضل اللجوء إلى المكملات الغذائية كحل بديل.