على الرغم من أن تكيس المبايض في أغلب الحالات لا يسبب أي ضرر يُذكر للفتاة، سواء على مستوى الصحة العامة أو الصحة الإنجابية، إلا أن التساؤلات دائمًا تدور حول كم يستغرق علاج تكيس المبايض البسيط وهل له أي معاملة طبية خاصة أم لا.
يحظى تكيس المبايض بانتشار كبير، لدرجة أنه من كل 100 فتاة يصيب 33 فتاة، ولا تشعر بأي أعراض، ولا يسبب أي مشاكل في حدوث الحمل (ما لم يكن هناك تطور في الحالة أو وجود عوارض أخرى تقف كعائق أمام حدوث الحمل).
سنتحدث في هذا المقال عن تكيس المبايض البسيط: الأعراض، الأسباب، وطرق العلاج المختلفة. ولنبدأ بتعريف ماهية تكيس المبايض.
يُطلق عليه كذلك المبيض متعدد الكيسات Polycystic Ovary أو PCO وهو يشير إلى حالة طبية تحدث للعديد من المراهقات والفتيات في سن الزواج والإنجاب، وهي عبارة عن ظهور عدة أكياس متفاوتة الأحجام مملوءة بالسوائل على سطح المبيض.
قد يؤدي تكيس المبايض إلى تعثر إنتاج البويضة وإطلاقها في قناة فالوب، ولكن ليس بالضرورة أن يحدث هذا مع كل الحالات، وإنما مع حالات معينة من زيادة كمية الأكياس التي تغطي المبيض. لا تشعر الفتاة المصابة بتكيس المبايض بأي آلام خارجية إلا في الحالات المتقدمة، كما سيتم التوضيح الآن.
يُعتبر تكيس المبايض من أكثر الأمراض شهرة في عالم طب النساء والتوليد، حيث تُصاب به ثلث عدد الفتيات تقريبًا. وأغلب الحالات لا تحتاج إلى علاج خاص، بل لا تشعر بها الفتاة في الأساس، وبالأخص عندما لا تؤثر على الإنجاب. أما عندما ينمو الشعر في الأماكن التي لا ينمو فيها عادة عندها، أو تحدث اضطرابات في الطمث، تبدأ الفتاة في الشعور بها.
تنقسم أنواع تكيس المبايض إلى تكيس المبايض البسيط، ومتلازمة تكيس المبايض أو تكيس المبايض الشديد.
في العادة لا تشعر الفتاة بأعراض تكيس المبايض البسيط. ولكن عندما يبدأ نمو الشعر الكثيف أو تحدث اضطرابات في الدورة الشهرية، تبدأ الفتاة في ملاحظة الأعراض. ويرتبط الأمر بعدد أو كثافة الأكياس التي تغطي المبيض، حتى تظهر الأعراض وتشعر بها، وتستلزم الذهاب للطبيب. وقد تُعالج الحالة تلقائيًا عندما يتم تعديل نمط الحياة والنظام الغذائي (كما سيتضح عند التحدث عن العلاج وكم يستغرق علاج تكيس المبايض البسيط).
أما أعراض تكيس المبايض الشديد أو متلازمة تكيس المبايض فتكون أعراضها شديدة الحدة وصادمة نوعًا ما، وتستلزم التدخل الفوري من الطبيب بالإجراءات اللازمة، التي تصل في بعض الأحيان إلى إجراء جراحة استئصال للأكياس أو استئصال المبيض نفسه. تصيب متلازمة تكيس المبايض – حسب ما صرحت به منظمة الصحة العالمية WHO – نحو 8 إلى 13% من النساء في سن الإنجاب.
وعلى الرغم من التشابه الشديد في المسمى، إلا أن متلازمة تكيس المبايض إن لم يتم ملاحقتها بالعلاج المناسب، فربما تؤدي إلى الإصابة بسرطان بطانة الرحم (سرطان الرحم)، وتصبح عرضة أكثر للإصابة بالأمراض التالية:
- مقاومة الأنسولين ثم السكري من النوع الثاني
- زيادة الوزن
- إجهاض الحمل
- أمراض القلب
- التهاب الغدة الدرقية
كما تم التوضيح، غالبية حالات تكيس المبايض لا تشعر بها الفتاة أو تسبب لها أي إزعاج، إلا مع بدء ظهور الأعراض، حتى أن منظمة الصحة العالمية أفادت أنه نحو 70% من النساء لم تُشخص حالتهن (أي لم يُجرى عليها كشف طبي متخصص للكشف عن تكيس المبايض، وإنما تم التعرف عليه مصادفة).
ولكن مع زيادة عدد الحويصلات (الكيسات) حول المبيض تبدأ بعض الأعراض في الظهور، وربما يكون أبرزها – الذي عادة ما يكون سبب الكشف – صعوبة حدوث الحمل، وبالأخص لحديثي الزواج.
وعامة تكون أعراض تكيس المبايض بعض أو كل ما يأتي من:
- اضطراب الدورة الشهرية: يؤثر تكيس المبايض على عملية إطلاق البويضة كل شهر، وهذا يسبب اضطراب في الدورة الشهرية. فقد تتأخر، قد تتقدم عن موعدها، قد يكون هناك غزارة في الطمث. ولا تقتصر الاضطرابات على الدورة الشهرية فحسب، وإنما تمتد إلى...
- اضطراب في الهرمونات: فيحدث أن نمو غزير للشعر في أماكن لا يُفترض أن ينمو فيها الشعر للفتيات، مثل الوجه والصدر والظهر والأرداف. وعلى الناحية الأخرى يحدث ترقق أو تساقط لشعر الرأس.
- زيادة الوزن: تحدث زيادة الوزن نتيجة الاضطرابات الهرمونية التي تتعرض لها الفتاة نتيجة تكيس المبايض.
- زيادة دهون البشرة: مما يسبب ظهور حب الشباب بكثافة لمن تعاني من تكيس المبايض.
- صعوبة في الحمل: وهي نتيجة كثافة تكيسات المبايض التي تغطيها تقريبًا بالكامل.
- آلام أسفل البطن: في منطقة الحوض. تحدث الآلام عادة في أحد الجانبين (الذي يعاني من كثافة تكيس المبايض أكثر) وقد يصاحب هذا الألم حمى أو قيء، وهو ما يعتبر مؤشرًا على ضرورة التوجه إلى الطبيب فورًا.
كذلك من الأعراض التي تحتم أن يتم التوجه إلى الطبيب فورًا أن يحدث الألم بشكل مفاجئ وصادم في منطقة الحوض. وأن يصاحب هذا الألم حمى (ارتفاع في درجة الحرارة) و/أو غثيان وقيء.
كذلك تشمل الأعراض الشديدة برودة الجلد ورطوبته، سرعة التنفس، الشعور بالإعياء الشديد، وما يصاحبه من دوار وعدم اتزان.
عند حدوث أي من هذه الأعراض الصادمة، يجب التوجه فورًا إلى الطبيب لاتخاذ الإجراء المناسب، حتى لا تتطور الحالة إلى ما هو أشد في المراحل اللاحقة.
حتى الآن لا يوجد سبب علمي واضح يفسر أسباب حدوث تكيس المبايض لامرأة دون أخرى. هناك بعض الظنون متعلقة بنمط الحياة، والتي عادة ما تكون قريبة في الصحة. ولكن بشكل قاطع لم تأت بعد الأبحاث العلمية التي تؤكد أو تنفي هذه الأسباب.
فمن تلك الأسباب:
- السمنة (زيادة الوزن)
- الوراثة (التاريخ العائلي)
- قابلية الجسم للإصابة بمرض السكري سواء بأعراض مقاومة الأنسولين أو السكري نفسه
- تكرار التهابات الجسم المختلفة
وقد تجتمع هذه العوامل السابقة لدى فتاة دون أن تُصاب بتكيس المبايض. لذلك لا يمكن الجزم بأن هذه هي أسباب حدوث تكيس المبايض، ولكن يمكن الادّعاء بالكثير من الثقة أن الأسباب السابقة تعتبر من العوامل المساعدة على حدوث تكيس المبايض.
لا يوجد علاج صريح لتكيس المبايض يمكن تناوله لإزالة هذا الأمر، وإنما يتم التعامل بالكامل مع الأعراض. ولذلك تركز طرق علاج تكيس المبايض البسيط على التعامل مع الأعراض التي تظهر على الفتاة بسبب حدوث تكيس المبايض. فتشمل طرق العلاج:
- تحسين الوزن: بتحسين نمط الحياة الغذائي، وتقليل الوزن، لأن السمنة من أكثر العوامل المؤثرة في حدوث تكيس المبايض.
- ممارسة الرياضة: تحسن الرياضة من الحالة الصحية العامة، وتضبط الوزن، وتساعد على شفاء العديد من الأمراض ومن ضمنها بالطبع تكيس المبايض.
- العلاج الهرموني: من خلال تناول الأدوية التي تقلل من نشاط هرمون التستوستيرون في جسم الفتاة، للتقليل من فرط نمو الشعر لديها.
- تناول الأدوية التي تقلل من مقاومة الأنسولين: حتى لا يتفاقم الأمر إلى الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
تستغرق الإجراءات السابقة نحو 3 إلى 12 شهر من العلاج المنتظم، حتى تؤدي بالنتيجة المطلوبة، سواء أكان المرغوب هو تخفيف الأعراض بشكل عام، أو زيادة فرص الحمل.
عندما تتطور الأعراض إلى حد كبير، ويتعذر معه الحمل من ناحية، أو يزيد الألم إلى درجات لا تُحتمل من ناحية أخرى، ولم تؤدي العلاجات السابقة إلى حل ناجع لعلاج تكيس المبايض، ربما تكون الجراحة هو الحل الأنسب في هذه الحالة.
تختلف الجراحة حسب حجم الكيسات الملتصقة بالمبايض. ويخضع تقدير إزالة المبيض أو إزالة الكيسات فقط للطبيب المعالج. وكذلك يتحدد حجم الشق الجراحي حسب حجم الكيس نفسه وما إذا كان هناك شك بشأن احتمالية وجود أورام سرطانية أم لا.
ولا يمكن تحديد كم يستغرق علاج تكيس المبايض البسيط بالجراحة إلا حسب تطور الحالة وتقدير الطبيب. ولكن المشهور في حالة حدوث تكيس المبايض البسيط ألا تحتاج الفتاة إلى إجراء جراحة، وكذلك ألا يستغرق الأمر الكثير من الوقت، وإنما فقط المدة المذكورة بأعلى (3 – 12 شهر).
عند السؤال عن كم يستغرق علاج تكيس المبايض البسيط بالطرق الطبية، فقد لا يستغرق الأمر أكثر من 3 أشهر، وقد يصل الأمر إلى سنة كاملة، وذلك حسب تطور الحالة. فبجانب أنه لا تشعر الفتاة – غالبًا – بأعراض تكيس المبايض البسيط، إلا أن التطور المفاجئ في الأعراض هو يدفعها لاستشارة الطبيب وتناول الأدوية المناسبة لعلاج مثل هذه الحالة.
مجموعة ڤيتامينات #ليمتلس_ناتشورالز لدعم صحة كل العيلة
اشترك للحصول على آخر الأخبار والتحديثات